لأن النيكوتين أشهر مكونات التبغ، فقد اتهم بالتسبب في جميع أضرار التدخين، في حين أن كل شيء في حرق التبغ يسبب المرض والموت باستثناء النيكوتين.
لا يقتصر الأمر على إلقاء اللوم على النيكوتين في المشكلات الصحية "التي لا يسببها" - مثل السرطان وانتفاخ الرئة - ولكن الفوائد الصحية الفعلية للنيكوتين غالبًا ما يتم تجاهلها أو حتى قمعها.
انتظر... هل قرأت الفوائد؟ هل يوجد فعلاً فوائد للنيكوتين؟
هل ستفاجأ ان أخبرتك أن النيكوتين علاجًا رائعًا للأمراض التنكسية العصبية مثل مرض باركنسون؟ أو أن النيكوتين قد يساعد في حل ألغاز الفصام أو يمكن استخدامه لإنشاء علاجات جديدة لفقدان الوزن؟ أو أن إحدى التجارب السريرية الكبرى الممولة اتحاديًا تختبر النيكوتين كعلاج لمرض الزهايمر؟
على الرغم من شعبية منشطات الذهن – ما يسمى بأدوية الذكاء – إلا أن الكثير من الناس لا يدركون أن النيكوتين قد ثبت أنه يعزز الذاكرة ويحسن الوظائف المعرفية الأخرى.
هل يمكن للنيكوتين علاج مرض باركنسون؟
يرتبط النيكوتين بمستقبلات الأستيل كولين النيكوتينية (nAChRs) في الدماغ ومناطق أخرى من الجسم، ويحفز تأثيرات مختلفة. يتحكم نظام المستقبلات هذا في تقلص العضلات، ويعمل في الجهاز المناعي على تنظيم الالتهاب، ويحفز إنتاج الناقلات العصبية الأخرى مثل النورإبينفرين والسيروتونين والغلوتامات والإندورفين، وأشهرها الدوبامين.
اندفاع الدوبامين في الدماغ هو ما يجعل النيكوتين يسبب الإدمان عندما يسرع من وصوله، كما هو الحال عندما تدخن سيجارة. فهو يوفر مكافأة من المتعة للمدخن، وبعض الناس لا يسعهم إلا أن يعودوا مرارًا وتكرارًا لهذا الشعور.
لكن الدوبامين يفعل شيئًا آخر أيضًا: فهو يمكن أن يمنع أو يقلل من الحركة غير المنضبطة مثل الشلل الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بمرض باركنسون.
مع تقدم المرض، تموت الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين في جزء واحد من الدماغ.
لقد عرف الباحثون منذ ستينيات القرن العشرين أن مدخني السجائر لديهم معدل إصابة أقل بكثير بمرض باركنسون مقارنة بغير المدخنين. وقد أكدت الأبحاث التي أجريت على مستخدمي التبغ الرطب في السويد أن التأثير الوقائي للنيكوتين لا يعتمد على التدخين.
بالإضافة إلى حماية متعاطيه على المدى الطويل، هل يمكن أن يوفر النيكوتين أيضًا المفتاح لعلاج هذا المرض الوحشي بشكل فعال بعد ظهور الأعراض؟
كانت الدراسات على الحيوانات واعدة، ويبدو أن النيكوتين فعال في القرود لتقليل خلل الحركة لدى المرضى الذين يستخدمون L-dopa بالفعل. لكن التجارب التي تستخدم لصقات النيكوتين لعلاج مرضى باركنسون لم تسفر عن نتائج حاسمة. يستمر البحث، على أمل أن يتمكن العلم من تحديد طريقة يمكن للنيكوتين من خلالها مساعدة الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المرعبة.
النيكوتين محسن معرفي
يبدو أن النيكوتين يحمي الأعصاب، ويساعد على الوقاية من أمراض الدماغ التنكسية. ويبدو أن نفس الخصائص التي تجعل من النيكوتين سلاحًا قويًا ومحتملًا ضد الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون، يمكنها أيضًا تحسين بعض وظائف المخ لأي شخص يختار استخدامه. على سبيل المثال، يعمل النيكوتين على تحسين الذاكرة العاملة والانتباه البصري بشكل مؤقت.
هل يمكن أن يساعدك النيكوتين على حرق الدهون؟
شهدت الدراسات منذ فترة طويلة أن النيكوتين يعمل كمثبط للوزن. عندما يقلع المدخنون عن التدخين، عادة ما يزداد وزنهم. لكن دراسة حديثة أظهرت كيف يؤثر النيكوتين على عملية التمثيل الغذائي عن طريق تحفيز الجسم على حرق أنواع معينة من الخلايا الدهنية من خلال عملية تسمى التوليد الحراري.
يتم تنشيط الخلايا الدهنية الحرارية للحرق عن طريق تحفيز مستقبل أستيل كولين نيكوتين معين يسمى وهو نفس المستقبل الذي ينظم الاعتماد على النيكوتين في خلايا الدماغ - إما بشكل طبيعي عن طريق الجسم باستخدام الأسيتيل كولين، أو مع النيكوتين، الذي يحاكي تأثير النيكوتين.
وقال كبير الباحثين جون وو، الأستاذ المساعد في علم وظائف الأعضاء الجزيئي والتكاملي في كلية الطب بجامعة ميشيغان: "هذا المسار مهم من وجهة نظر بحثية أساسية، ولكنه أيضًا ذو صلة بأبحاث الصحة الأيضية والبشرية". "كلما تمكنا من تضييق المسار الدقيق لتنشيط الدهون البيج، كلما زاد احتمال العثور على علاج فعال للصحة الأيضية التي لا تحمل أي آثار جانبية ضارة."
واقترحت دراسة أجراها علماء من نيوزيلندا والمملكة المتحدة عام 2017 فكرة أن "تدخين السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين والنكهات يمكن أن يحقق تأثيرات مماثلة في الشهية والتحكم في الوزن مثل التدخين". ويقول الباحثون إن الفكرة تستحق الاستكشاف.